كلمة مديرة المدرسة الاخت ماري بيير قندح للعام ٢٠٢٢ / ٢٠٢٣ .

تتوالى السنوات تباعًا، عامٌ يَمْضي وَعَامٌ يَجيءُ، الأَوّلُ بِذِكرياتِه وإنْجَازَاتِهِ، والثّاني بِآمالِهِ وَ طُمُوحَاتِهِ.

وها نَحْنُ اليومَ نَقِفُ عَلَى تُخُومِ عَامٍ دِرَاسِيٍّ جديدٍ يَفْتَح ذِرَاعَيْه لَنا، فَلْنَسْتقبلْهُ بِذِرَاعَي الطُّموحِ والأَمَلِ، والرّغبةِ العَارمةِ بتحقيقِ الإِنْجَاز؛ ولْيَكُنْ عَامُنا هَذا مُفْعَمًا بِالمَحَبَّةِ والتَّعَاوُنِ مِنْ أَجْلِ نِتاجَاتٍ مُثْمِرةٍ تليقُ بعائلتِنا، عَائِلَةِ الوَرْدِيَّةِ.

بالأمسِ القَريبِ كُنّا نَحْتَفِلُ بِما تَحَقَّقَ مِنْ إِنْجَازٍ كَبِيرٍ بِتَفَوّق طَلَبَتِنا في الثّانويّة العامّة؛ وما كانَ ذلك ليتحقّق إلّا بجهدٍ وعَطاءٍ كَبيرينِ مِنْ الإِدارةِ السّابِقَةِ وفّقها الله وبارك مسعاها. لها منّا الامتنان على ما قدّمت، والشّكر على أَوْصَلَتْنَا إِلَيهِ في طَريقِ التَّفَوُّقِ والإِبْداعِ. إِنّنا مُسْتَمِرُّونَ عَلَى ذَاتِ الطَّريْقِ بِجُهود الطّاقم الإداريّ والأكاديميّ بعزمٍ وإصرارٍ وإيمانٍ بسموّ الرّسالة التي نحملُ، وبها نؤمن.

في بداية هذا العام الذي أُسمّيه عامَ المَحَبّةِ والتَّعاونِ أُرَحِّبُ ابْتداءً بالأُخْت لوريت زوايدة مديرةِ قِسْم المَرْحَلَةِ الأَساسيّةِ الدُّنيا ورئيسة الدير متمنيةً لها عامًا مليئًا بالإنجاز والإِبداع.

وبأبنائنا الطّلبة، فلذات الأكباد، متمنيةً لهم عامًا موفّقًا تتحقّق فيه الإنجازاتُ وتتعاظمُ فيه الآمال والطّموحات. اعلموا يا أبنائي أنّكم أبناء الغدِ وبُناتِه، فكونوا طوقَ النّجاة وبُرعم الأملِ من أجلِكم أولًا ووطنِكمُ دائمًا؛ فأَنْتُم اليَومَ تتأَهّبونَ وتتزوّدونَ بِزادِ العُلومُ والمعارِفِ والأَخلاقِ كي تكونوا الأُمناءَ علـى مُسْتَقْبَـلِ الوَطَنِ والسمّوّ بِهِ نحو آفاقِ التقدّمِ والرّخاءِ. وفّقكم اللهُ وأَعانَكم وسدّدَ خُطاكُم.

وبشركائنا في العمل التربويّ أَولياء الأمور، الذين نشكرهم على تعاونهم وثقتهم بنا، متمنّيةً لهم الفرح والطمأنينة بأبنائهم وبما يحقّقون من نتائجَ مميّزة.

أيُّهـا الآباءُ وأَيّتها الأُمَّهاتُ، إِنَّنا نُعوِّلُ عليكم كثيرًا كي تكونوا علـى تواصُلٍ دائِمٍ ومتابعةٍ حثيثةٍ مع أَبنائِكم ولَهُم ومعَنَـا مِنْ أَجل العبورِ بِهِم إلــى شواطئ الأَمانِ وموانئِ الإِبداعِ؛ لأَنّ رحلة التربية والتعليمِ رحلةٌ يعتريها الكثيرُ من المشقّات والصّعوباتِ، فكونوا علـى الوَعدِ معنـا يدًا بيدِ مِن أَجل تربيةِ أميز وتعليمٍ أَفيَد.

الكادرُ الأداريّ والأكاديميّ؛ أَنْتُم مَحَطُّ الثّقةِ واليدُ الأمينةُ التي نُسَلِّمُهَـا أبناءنا وإحساسٌ كبيرٌ يقولُ لنا إنّهم في المكان الأمين والآمن. كونوا كما عِهدْناكُم وخبرناكُم حَمَلَةَ رِسَالَةٍ ساميةٍ، تضعونَ اللهَ أَمَامَ أَعيُنِكُم وفي قلوبِكُم كُلَّما هَمَمْتُم بكتابَةِ كَلِمَةٍ مِنْ عنوانٍ أَيّ درسٍ تشرعونَ بتعليمِهِ، هذَا دأْبُكُم الذي عرفناهُ مِنْكُم فاستمرّوا على هذا الدّأبِ، كي تنيروا جوانِبَ الدّربِ.

وختامًا فإنّني أتقدّم من أبنائنا النّاجحين بالثّانويّة العامّة ومن ذويهم بعظيم التهاني والتبريكات متمنيةً لهم التوفيق والسّداد.

طِبْتُم وطابَت مساعيكم وعين الله ترعاكم وعنايتُه تُحيط بِكُم وكلّ عامٍ وأنتم جميعًا بألف خير.

مديرة المدرسة
الأخت ماري بيير قندح.